الشقيقان الشهيدان”سعد ” خطيب مفوه” وطارق ” اجتماعي محبوب”

حنان طبش
كانت عائلة المواطن محمود الحاج من مخيم خانيونس تستعد لطعام السحور ليلة الجمعة، الثالث عشر من رمضان لعام2014, وإذ بحمم الصواريخ الصهيونية تدك المنزل دون سابق إنذار.. فتحدث انفجارا شديداً.. دخان وغبار.. تحوّل البيت لكومة حجارة ممتزجة مع أشلاء الشهداء..

هذا أحد مشاهد العدوان الصهيوني على قطاع غزة, جريمة جديدة ارتكبت, فقد اُستشهد جميع أفراد العائلة الثمانية (الأب محمود الحاج والأم باسمة، والأبناء نجلاء وأسماء وعمر وطارق وسعد وفاطمة)

من بين الشهداء الشقيقان “سعد” من مدرسة الجنان الثانوية، و”طارق” من مدرسة هارون الرشيد الثانوية بخانيونس …. يفتقدهما الزملاء الطلبة والمعلمين ..

ياسر الناجي الوحيد من العائلة يتحدث عن شقيقه سعد (16 عاماً) قائلاً: “سعد شهيد ككل الشهداء الذين اصطفاهم الله، لكن لهذا الشهيد حكاية أُخرى من حكايات الجهاد فكان يجاهد بالكلمة الصادقة، فرغم صغر سنه كان خطيباً مفوهاً لا يشق له غبار، كان كثير الذكر والاستغفار آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، محافظاً على صلاته في وقتها، كان كبيراً بعقله وبفكره فاتصف بالنظرة الشمولية للمستقبل، يحقق الدرجات العالية واجتاز الصف الأول الثانوي شرعي بمعدل 98%.

وأضاف ياسر : شقيقي الشهيد “سعد” حاز على حب الناس، وكان شغله الشاغل الدعوة إلى دين الله عز وجل، كان ذكياً فطناً متفوقاً في دراسته، يحلم بإكمال دراسته الجامعية في علم “الشريعة أو أصول الدين”، لكن طائرات الحقد الصهيوني حالت بينه وبين حلمه.

مدير مدرسة الجنان فريد صيدم وجميع المعلمين والطلبة أكدوا أن مدرسة الجنان ومدرسة هارون الرشيد فقدت الطالبين المتميزين سعد وطارق أصحاب الأخلاق العالية.

يوسف النجار معلم “سعد” في المدرسة قال: تميّز سعد في مادة العقيدة وأوصيته بالتخصص في مجال العقيدة الإسلامية، خاصة وأنه يمتلك في علم العقيدة الكثير مقارنة مع صغر سنه كما أنه كان يُلقي الدروس في المسجد ويسارع إلى حلقات العلم إما طالباً أو محاضراً.

وفي حديث ذي شجون تحدث ياسر الحاج عن أخيه الشهيد طارق (18 عاماً) طالب في الثانوية العامة قائلاً: لقد افتقد مسجد الفرقان أحد مرتاديه، طارق من الشباب المداومين في حلقات الذكر والدعوة إلى الله، كان اجتماعياً محبوباً مساعداً ومسانداً للجميع”.

ويضيف ياسر بحزن شديد:” كنا ننتظر بفارغ الصبر نتائج الثانوية العامة إلا أن خبر استشهاده كان الأسبق”.

رحل سعد وطارق برفقه الأب والأم والاشقاء.. رحلوا ضمن كواكب شهداء فلسطين والقدس.. إلى الجنان حيث النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى