رفقاء القرآن والشهادة: الأخوين يحيى ومحمد السري وصديقهم وسيم صالحية
قسم العلاقات العامة_ خان يونس
بين جنبات الحياة كان اللقاء بين الشهداء الثلاثة يحيى ومحمد بسام السري، وصديقهم وسيم رضا صالحية.. جمعتهم أزقة الحي منذ أن كانوا أشبالاً فلعبوا كرة القدم وتنافسوا في الجري وتعالت أصواتهم هنا وهناك مع أبناء الجيران الآخرين، وكان أيضاً اللقاء في حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم في المسجد.. وهنا كان التسابق من نوع آخر فأيهم الأقدر على حفظ القرآن وتلاوته بالأحكام أمام شيخه؟! هكذا كانت يومياتهم بين مذاكرة وتعبد وقضاء حوائج جيرانهم وآبائهم وأجدادهم، ولقاء يتلوه لقاء، وكأن القدر صاغ هذا التلاقي في الدنيا بحرفية لا متناهية، لتأتي النهاية متوقعة، فتمتزج دمائهم الزكية وأشلائهم في ليلة التاسع عشر من شهر يوليو عندما أطلقت طائرات الغدر الصهيوني صواريخها الحاقدة لتفتك بأجسادهم الغضة هم وستة من رفقائهم.
يستذكر والد الشهيدين ليلة استشهاد ابنيه يحيى ومحمد بسام السري وصديقهم وسيم صالحية وآخرين، قائلاً: ” جلس 9 من أبناء الحي ومن بينهم الشهداء الثلاثة بالقرب من بيتي لتدارس القرآن وانتظار صلاة الفجر بعد أن تناولوا سحورهم، ولم يتوقع أحد أن يكون هذا المكان مستهدف لطائرات العدو” ويستدرك قائلاً: ” كيف لا وهذه الحرب المسعورة لم تستثني أحداً”، وأشار والد الشهيدين بسام السري إلى أن أبنائه من حفظة كتاب الله وتربطهم علاقات جيدة مع أبناء الحي جميعاً، وبكلمات تمتزج بحسرة يقول الوالد: “ليس من السهل أن أفقد ولدين شارفوا على إنهاء مرحلتهم الثانوية كنت أتمنى أنتظر ذلك بفارغ الصبر ليكونوا عوناً لي في هذه الدنيا”.
تجدر الإشارة إلى أن الشهيدين يحيى ومحمد من طلاب مدرسة الإسراء الثانوية بنين في مدينة خان يونس.
أما والد الشهيد وسيم رضا صالحية، فأكد أن الخبر كان صدمة بالنسبة له حيث أن وسيم ارتقى شهيداً مع أخويه محمد ومصطفى رضا صالحية وعمه محمد مصطفى صالحية ورفيقيه يحيى ومحمد السري وثلاثة من خيرة أبناء الحي، ليرتقي بذلك الشهداء التسعة في مجزرة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني ضد أهالي غزة.
وتحدث جد الشهيد الحاج مصطفى صالحية قائلاً: ” كان الشهيد خجولاً يرعى جدته ويتفقدها كل يوم ويلبي احتياجاتها، كان سباقاً لصلاة الجماعة في المسجد مجتهداً في حفظ القرآن”
وأكد رفيقه بلال أن الشهيد وسيم امتاز بالتفوق وسعة الأفق والهمة العالية والأدب الجم.
تجدر الإشارة إلى أن الشهيد طالب في مدرسة الجنان الثانوية بنين.