مشروع القراءة والكتابة

لأن العلم بحر عميق لا ساحل له، ولأن عمر الإنسان قصير محدود ولأن أيام الصبا لا تعوض، النقش فيها كالنقش في الصخر، ولأن الضعف القرائي والكتابي اعترى أبناءنا في المراحل الدراسية، ولأن القراءة والكتابة مفتاحان للعلم، ولأن العلم فريضة على كل مسلم، ولأننا مأمورون بفعل الأمر الإلهي “اقرأ” لقوله تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم “، ولأن العلم آفته النسيان كان لا بد أيضا من الكتابة.
فهذا الخليل بن أحمد يفتح طريقا لكل سالك علم فيقول: “ما سمعت شيئاً إلاّ كتبته، ولا كتبت شيئاً إلاّ حفظته ولا حفظت شيئاً إلاّ انتفعت به”.
فما كانوا يسمعون شيئا إلا كتبوه خشية أن يضيع عنهم وهم بذلك يسمعون وصية الإمام الشافعي ” يرحمه الله ” حينما خرج على أصحابه وهم مجتمعون فقال لهم: اعلموا يرحمكم الله أن هذا العلم يندُّ كما تندُّ الإبل فاجعلوا الكتب له حماة والأقلام عليه رعاة.
ولأن الكتابة والقراءة صنوان ولأن الضعف فيهما يفقدنا الميزان والاتزان … عمدت وزارة التربية والتعليم العالي إلى هذا المشروع وبعد أن استقرأت الميدان من إدارات تربوية ومشرفين ومشرفات ومديرين ومديرات ومعلمين ومعلمات ناهيكم عن أولياء الأمور إضافة إلى الاجتماعات واللقاءات والندوات وعديد ورش العمل بدءاً من وضع اليد على جرحنا النازف في المدارس ووصولاً إلى البلسم الشافي والعلاج الفعال بمشيئة الله وانتهاءً بتحقيق أهداف هذا المشروع والتي منها خلق جيل طلابي نهضوي يعتز بلغته العربية وهويته ويشعر ويحس بانتمائه ويفتخر بأنه عربي من أصول عربية وتحقيقاً لهذا الغرض تم تشكيل لجان متابعة متخصصة في الوزارة والمديريات وفي كل مدارسنا في كل محافظات القطاع وبالفعل بدأ العمل وبدأ التدريب حتى وصل الأمر إلى تدريب مربيات رياض الأطفال لتكامل الأدوار مع المعلمين والمعلمات في المراحل الأساسية فعلى بركة الله وللأهمية وفتح الشهية على القراءة نزيدكم من فوائدها:
– القراءة متعة للنفس وغذاء للعقل والروح.
– القراءة فيها إزالة لفوارق الزمان والمكان إذ يعيش القارئ مع الناس جميعا أينما كانوا وأينما ذهبوا.
– القراءة فيها ينابيع صافية بخبرة كل مجرب يفيض بالهدى والرشاد والنصح والتوجيه.
– القراءة سياحة للعقل البشري ما بين رياض الحاضر وآثار الماضي وآمال المستقبل.
– القراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم أكثر اتساعا وأوسع آفاقاً.
– ولأن القارئ يستطيع من خلالها أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار والأقطار.
– القراءة فيها وصف للرحلات في مختلف أنحاء الأرض إذ يحملنا الكاتب إلى قمم الجبال ثم ينزل بنا إلى الأودية ويسير بنا بين الرياض الخضراء ثم ينتقل بنا إلى الصحاري الجدباء وكأننا رفاقه لا يفصلنا عنه طول زمان ولا يحول بيننا وبينه بعد المكان.
– بالقراءة تستطيع أن تُكَوِّنَ مع الكُتَّاب والعلماء والمفكرين صداقةً تحس بفضلها وتشعر بوجودها.
– بالقراءة تعرف تفسير كلام الله (القرآن الكريم) الذي هو أهم المهمات وتستخرج كنوزه وعلومه وأحكامه وحلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه.
– وبالقراءة تعرف سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي هي شقيقة القرآن الكريم والمصدر الثاني في التشريع الإسلامي وهي تفسير القرآن الكريم وتبيينه.
– بالقراءة تعرف سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخلاقه التي لنا فيها عظة وعبرة.
– بالقراءة تعرف علوم الأولين والآخرين وأحوال السابقين واللاحقين.
– بالقراءة يسير الإنسان بفكره وعلمه في أنحاء المعمورة وهو جالس في بيته وعلى مكتبه.
– بالقراءة تعرف الفرق بين الحلال والحرام والواجب والمستحب والمكروه والمستباح.
– بالقراءة يعرف طريق الخير والسعادة وطريق الشر والشقاوة وأعمال أهل الجنة وأعمال أهل النار وتعرف أوصاف الجنة وأهلها.
– بالقراءة تعرف الجزاء والثواب للمطيعين والعقاب للعاصين.
– بالقراءة والعمل بها تحصل سعادة الدنيا والآخرة والسلامة من شقاوة الدنيا والآخرة.
هذا ولدينا مزيد ولكننا نرى بهذا الكفاية والله نسأل لنا ولكم التوفيق والنجاح والهداية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مديرية التربية والتعليم – خان يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى